أثار إعلان الداعية السعودي غازي الشمري عن انتهائه من تصوير برنامج ديني "في بيت الرسول" (صلى الله عليه وسلم)، والذي جرى تصويره بالكامل في الأراضي التركية للرد على لميس ونور، بطلتي مسلسلي سنوات الضياع ونور التركيين، نقاشاً حامياً في منتديات الانترنت.
وكان الشمري قال، في تصريحات نشرت الأسبوع الماضي، ن البرنامج الذي صوره في تركيا، سيبتعد عن الطرح التقليدي وأماكن التصوير المعتادة، إذ "أحببنا أن نصور في الأماكن الطبيعية الخلابة، وتعتبر هذه نقلة كبيرة للدعاة والمشايخ، لنظهر اننا قادرون على الوصول لأماكن أفضل من تلك التي صور فيها مسلسل "لميس" التركي.
حقوق الزوج
وناقشت مجموعات مختلفة أقوال له نشرت على موقع"يوتيوب"، وكان أحدها ظهور سابق في البرنامج الديني"الصلح خير" على قناة "اقرأ"، تحدث فيه عن حقوق الزوج على زوجته.
ففي احدى حلقات البرنامج، استشهد الشيخ الشمري، في معرض اجابته على إحدى الاتصالات، بحديث نسبه للرسول في الحديث الصحيح، عن حق الزوج، ذاكرا أن امرأة جاءت الرسول قائلة يا رسول الله "والله لا أتزوج حتى تخبرني ما حق الزوج علي" فقال: أتريدين أن تعرفي حق الزوج" فقالت: نعم. فقال "حق الزوج أن لو خرج من أنفه صديدا أو من منخاره دما ثم لعقتيه، ما أديته حقه"، مضيفا في سياق الحديث، "فلذا حق الزوج عظيم لا بد أن تحفظيه".
وبرنامج "الصلح خير" تبثه قناة "اقرأ" الدينية الفضائية على الهواء مباشرة، ويلتقي فيه الشيخ عبدالسلام درويش مع مجموعة من أهل الاختصاص في قضايا الأسرية والزوجية.
وتناقلت منتديات عدة حديث الشيخ الشمري، عن طريق فيديو وضع على الموقع الشهير "يوتيوب"، وظهر أسفل حديث الشيخ ترجمة انكليزية للحلقة. وأبدت مشاركات في تلك المنتديات استياء واستغرابا من ذلك الحديث.
زلة لسان
وفي هذا السياق، أوضح عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الشيخ سامي الماجد في حديث لـ"العربية.نت"، "أن الحديث ضعيف ولا يحتج به".
وقال الشيخ الماجد إن "الحديث مرو وموجود، ولكن ذلك لا يعني أن يتبناه الشخص بل من المفترض أن يذكر الراوي حتى يعرف انه ضعيف أو انه يروي عن نكرات أو جهال".
وأضاف أن تلك الفتوى، لو عرضت على الشيخين ابن باز أو ابن عثيمين رحمهما الله لبيّنا ضعف الحديث، و"هناك أحاديث تبين حقوق الزوج ليس بها امتهان للمرأة وتنزل في الخطاب لا يليق بمقام المرأة".
واعتبر الماجد ما قاله الشيخ الشمري "زلة لسان لشخص غير معروف"، مؤكدا على ضرورة إعادة صياغة الخطاب الديني.
وحول استياء النساء من تلك الفتوى، أكد الشيخ الماجد على أهمية التروي في هذا الجانب، خاصة مع وجود الإعلام المباشر والحي والمنتشر، معتبراً أن "خطورة الكلمة في الإعلام المباشر ليست كخطورته في حلقة علمية، لا يحضرها إلا بضعة شباب من الذكور.
كما حذر الشيخ الماجد من فوضى الإفتاء، مرجعا الإشكالية إلى منهج البحث وعدم إتباع منهجية الفتوى، إذ "يؤخذ أحيانا الحديث على عواهنه ولا يعرف كلام أهل العلم فهناك متخصصون في علم الجرح والتعديل وهو علم يختص بمعرفة رواة الحديث وهناك ناس متبحرون في هذا العلم كالشيخ الألباني والبخاري".
حديث منفر
من جهتها، قالت المستشارة الاجتماعية ليلى الأحدب أن الحديث الذي استند عليه الشيخ الشمري "غير صحيح" وغير موجود في أي من كتب الحديث الصحيحة، "ربما يوجد في كتاب تراثي".
وأشارت في حديثها لـ"العربية.نت" أن تلك الأحاديث تنفر المرأة من الدين وخاصة النساء الغربيات، "المرأة الغربية ليس لديها استعداد حتى الآن لتتقبل مفهوم القوامة والتي ذكرت في القرآن بحكم أمور معينة، فكيف ستتفهم حديثاً منقولاً عن الرسول، يقلل من قيمة المرأة".
واتهمت الأحدب الإعلام الإسلامي بـ"التسطيحي"، قائلة "ماذا لو قلنا للابن إن والدته تلعق مخاط أبيه؟ حينها سيتشكل لديه أن على أخته أن تلعق مخاطه، هذا تأكيد على عبودية الأنثى".
واستشهدت بحديث قطع الصلاة، "حين سمعت عائشة رضي الله عنها أن قاطعي الصلاة هم المرأة والكلب والحمار، فثارت ثائرتها من شدة الغضب، وقالت لهم إن الرسول كان يسجد وأنا معترضة أمامه وأمام القبلة، وكان يبعد قدمي ليستطيع السجود".
ودعت الأحدب النساء إلى رفض ذلك الحديث "سواء أكن مسلمات أو غير مسلمات، لأن هذا الحديث ليس فقط ضد المرأة بل هو ضد التعامل الإنساني السوي بين البشر".
وأكدت على ضرورة تنقية وغربلة كتب التراث بما فيها كتب السنة "لأن هناك عددا من الأحاديث من حق الإنسان أن يتساءل عن مدى موثوقيتها وصحة متنها".