قالت مصادر مصرية مطلعة إن القاهرة ستعد ورقة عمل تتضمن خلاصة رؤى الفصائل الفلسطينية ستقدمها لاجتماع الفصائل الشامل الذي ستدعو إليه مصر في أعقاب انتهاء اللقاءات الثنائية التي بدأتها مع حركة الجهاد يوم الاثنين الماضي وربما بعد شهر رمضان.
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إنه من المقرر أن يصل إلى القاهرة يوم الأحد المقبل وفدا الجبهة الديمقراطية برئاسة نايف حواتمة، والجبهة الشعبية برئاسة عبد الرحيم ملوح نائب الأمين العام لهذا الغرض.
وقال مسؤول بالجبهة الشعبية » إن وفد الجبهة سيطرح على عمر سليمان، وزير المخابرات، خلال الاجتماع رؤيته للخروج من هذا المأزق والتأكيد على ضرورة أن تشمل موضوعات الحوار قضية التوافق على حكومة انتقالية تكون مهماتها توحيد وزارات ومؤسسات السلطة.
وأضاف «اننا نرى ضرورة تهيئة المجتمع لانتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة ومتوافق عليها وفقا لمبدأ التمثيل النسبي الكامل، وأن تشمل كذلك إعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس مهنية ووطنية.. وتفعيل المجلس التشريعي وكذلك منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة بناء مؤسساتها».
وفي السياق ذاته قال مسؤول فى الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين » إن الجبهة ستطرح بنود رؤيتها للخروج من هذا المأزق على المسؤولين المصريين، وأولها ضرورة وقف حملات التحريض المتبادل واطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين على الجانبين بين حماس وفتح، وتحريم الاعتقال السياسي، وتشكيل لجنة وطنية من الفصائل ومن شخصيات وطنية للإشراف على هذه العملية.
وذكرت مصادر فلسطينية مطلعة » أن أهم قضية تؤرق حماس وتلقي بظلالها على العلاقات مع مصر هي قضية معبر رفح، حيث أكدت القاهرة لحماس أنها لن تستطيع فتح المعبر إلا بموافقة الأطراف التي وقعت على اتفاق 2005 وهي: السلطة الوطنية والاتحاد الأوروبي وإسرائيل، لكنها وعدت بفتح المعبر للحالات الإنسانية. أما القضية الأخرى ـ بحسب المصادر ـ فهي عملية تبادل الأسرى، فمصر تبذل جهودا كبيرة من أجل إنجاح صفقة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شليط، لكن الجهود تتعثر بسبب تصلب الطرفين. وطلبت مصر من الجانبين إبداء المرونة لحل هذا الملف الذي سيكون له تأثير إيجابي على باقي الملفات. إلا أن مصدرا دبلوماسيا عربيا قال لـ «الشرق الأوسط»: «واضح أن حماس لا تريد أن تخرج شليط من غزة وتعتبره ورقة ثمينة تريد أن تحتفظ به لأطول فترة ممكنة للمناورة من خلاله».
وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية امس عن مسؤولين إسرائيليين كبار إن صفقة الإفراج عن شليط، الذي مر على اختطافة عامان، لن تتم إلا بتدخل حاسم وأكثر فاعلية من جانب المسؤولين المصريين، في ظل الموقف المتزمت الذي تتخذه حماس حيال الأمر.