لن أصدق بأن أبو علي خارج السجن .. إلا حينما يقف أمامي بلا حواجز .." هكذا قالت السيدة أم إبراهيم زوجة الأسير ابو علي يطا ، في معرض حديثها عن نية الحكومة الإسرائيلية الإفراج عنه .
وأضافت أم إبراهيم " مررنا بتجارب مريرة كثيرة ، حينما علقنا الآمال على صفقات سابقة للإفراج عن الأسرى، وما زلنا غير مصدقين رغم الرسائل المطمئنة التي وصلتنا من القيادة الفلسطينية والتي تبشر يقرب الإفراج عن عضو المجلس التشريعي أبو علي يطا ."
مظاهر الفرح على الرغم من وجودها في عيون أم إبراهيم وعائلة ابو علي ، لم تظهر تلك المظاهر على واجهة المنزل وفي الطريق إليه ، حيث بدا كل شيء طبيعيا إلا تلك الفرحة في عيون أم إبراهيم وأحفادها في انتظار اللقاء بعد 28 عاماً من الفراق .
فلسطين البنت البكر لأبي علي يطا والتي زارته في سجنه قبل نحو الشهرين ، قالت " في آخر مرة زرته فيها ، بدا متفائلاً على غير عادته ، وحدثني عن الأمل بالإفراج عنه قريباً ، يكفي 28 عاماً من سجنه ، صحته سيئة ."
يوم الخميس 21/8/1980 وعند السادسة والنصف صباحاً ، كانت مدينة يطا جنوب الخليل ، على موعد مع جنود الاحتلال حيث حاصرت قوات كبيرة منزل محمد إبراهيم محمود أبو علي " ابو علي يطا " ، ( 24 عاماً )، وعاثت فيه فساداً ، قبل اعتقاله والتحقيق مع زوجته والتي كانت في حينها حاملاً في الشهر السابع لتنجب بعد شهرين ليلى والتي لم تحظ بعناق والدها حتى اللحظة ، وفي اليوم التالي عاد جنود الاحتلال وقاموا بتدمير منزل أبو علي والمكون من طابقين ويضم بين جدرانه ستة عشر نفرا هم أفراد أسرته الكبيرة .
وبعد عام واحد على اعتقاله وفي 20/10/1981 ، أصدرت المحكمة العسكرية الإسرائيلية حُكماً بالسجن " مدى الحياة " بحق الرجل الذي خضع لست عمليات جراحية وهو داخل السجن ، خمسة منها في عينيه والسادسة هي عملية قسطرة للقلب ، وحسب ما أفادت به التقارير الطبية فإن المُعتقل أبو علي يطا يُعاني من عجز بنسبة لا تقل عن 50% في عينيه .
الأسير محمد ابو علي حوكم بتهمة قتل جندي احتياط إسرائيلي في الخليل في عام 1980 وقتله سجينا فلسطينيا اشتبه فيه بالتعاون مع إسرائيلي.