لم تكن قصة رحلة إسراء رسول البشرية سيدنا (محمد صلى الله عليه وسلم) المصطفى رحمة للعالمين من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس آخر ما ربط بين المكانين المقدسين للمسلمين، ولم تكن هذه الرحلة التي أرادها الله طمأنة لرسوله بعد أن اشتد أذى قريش عليه إلا تأكيدا على أهمية قبلة المسلمين الأولى المسجد الأقصى وصدق نبوءة المصطفى عليه الصلاة والسلام، والآن وبعد 14 قرن من الزمن تمكن أحد أبناء القدس من اختراع ساعة لتحديد اتجاه القبلة للمسلمين أينما كانوا في العالم وتمت صناعتها في قلب سويسرا عاصمة الساعات في العالم طبقاً للمواصفات العالمية وبأحدث التصميمات الغربية، ويأتي هذا الاختراع توثيقا للصلة بين مكة والقدس، وعرفاناً من أهل القدس لمكة المكرمة التي شرفها الله بجعلها قبلة المسلمين الأولى وموطن خاتم الرسل وخاتم الديانات.
بدأت قصة اختراع الساعة عندما كان المخترع ياسين الشوك طالباً في معهد البوليتكنيك في جنيف ورأى بأم عينيه أن الكثير من المسلمين لا يستطيعون تحديد مكان القبلة أثناء سفرهم أو إقامتهم في أماكن مختلفة في العالم، فعاد إلى النظريات الجغرافية التي توصل إليها العلماء السابقين التي تعتبر أن مكة المكرمة وبؤرتها الكعبة هي مركز الأرض اليابسة وهي النظرية التي نادى بها الدكتور والعالم المصري حسين كمال (رحمه الله)، فقام المهندس ياسين بدراستها مرة أخرى مع معتمداً على أحدث الخرائط الطبوغرافية وخرائط المساحات التي أمدّه بها المعهد الجيوفيزيائي في التابع لجامعة جنيف، ثم عاد إلى خرائط مدينة مكة المكرمة التي أمدته بها السفارة السعودية في جنيف، وبعد أبحاث مستفيضة ودراسات معمقة استمرت 4 سنوات من البحث العلمي وتحطيم مئات الساعات، تمكن من اختراع ساعة لتحديد القبلة للمسلمين في مكة المكرمة ولم تنتهي جهوده عند هذا القدر فقد تكشف له أثناء البحث والدراسة أن مكة المكرمة ليست فقط مركز للأرض اليابسة بل هي أيضا مركز الجذب المغناطيسي للأرض أي أن خط الطول والعرض الذي تنطبق فيه مكة مع خط الشمال المغناطيسي يساوي (صفر)، أما باقي مدن العالم فهناك زيادة أو نقصان عن خط الشمال المغناطيسي، ولعل هذا يفسر سبب الانجذاب الروحي لأي مسلم يدخل مكة المكرمة فهي مركز الجاذبية الأرضية، وهي مركز الجاذبية الروحية التي تجذب إليها كل مسلم ومسلمة ولعل هذا يفسره قول الله تعالى " وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً"، مثابة أي يثوبون إليه ويعودون إليه، أمنا: أي لشعورهم بالراحة والأمان فإنهم يرغبون بالعودة إليه مرة تلو مرة.
ولم تتوقف أبحاث المخترع على هذا القدر بل استطاع بالدراسة العلمية إثبات أن توقيت مكة المكرمة هو التوقيت العالمي الأصح والأمثل في العالم وليس توقيت غرينتش ويعلل هذا الموضوع أن خط غرينتش هو خط وهمي وضعه العالم الإنجليزي غرينتش واعتمدته بريطانيا التي كانت تسيطر على العالم في تلك الفترة من حقبتها الاستعمارية ليكون بداية للتوقيت الزمني بالنسبة للكرة الأرضية عام 1884، وبعد دراسته وبحثه العميق في موضوع مكة المكرمة وجد أنه اعتقاد خاطئ فرضته بريطانيا أثناء فترتها الاستعمارية للعالم أما التوقيت المثالي للعالم فهي مكرمة المكرمة ذلك أن خط طولها الأرضي مطابقاً لخط الشمال المغناطيسي ويساوي (صفر)، أما خط ضاحية غرينتش فينحرف عن خط الشمال (8.5) درجة، ولهذا السبب فإن غرينتش لا تعتبر المدينة المثالية لاعتماد الوقت العالمي، بل هي مكة المكرمة وبؤرتها الكعبة المشرفة.
والجدير بالذكر أن ساعة مكة التي اخترعها المخترع العربي ياسين الشوك لتحديد القبلة تتخذ من شكل الطواف في مكة شكلاً لدوران عقاربها، أي من اليسار إلى اليمين كطريقة الطواف في مكة طريقة ولم تكن هذه الطريقة شكلاً لديكور جمالي بل هي أسوة بطواف الحجيج في مكة المكرمة، وأسوة بالمنهج الرباني الذي أخطته الله في خلق الكون الذي يسير من أدق تفاصيله إلى اعقدها من اليسار إلى اليمين كالكواكب، الدورة الدموية بالجسم، المجموعة الشمسية، دوران الأرض حول الشمس، ودوران الأرض حول نفسها، فكل شي يسبح بحمده، ويطوف بمشيئة الله تعالى، وتصحيحاً للوضع الخاطئ في دوران الساعات الحديثة التي أوجدها الغرب، وصدرها للعالم.
وقد ارتكز هذا الاختراع على أربعة نظريات علمية تثبت بالدليل القاطع أن مكة المكرمة هي مركز الأرض وهي أول هذه النظريات، أما ثاني هذه النظريات فهي أن توقيت مكة المكرمة هو التوقيت العالمي الذي يجب أن يتبعه العالم في تحديد وقته، وليس غرينتش، وللعلم أن ساعة بيغ بن التي تعتمد غرينتش تقوم على كنيسة، وطريقة معرفة الوقت هو بعدد ضربات الجرس الذي يشبه صوت ناقوس الكنيسة، وهنا تتكشف الحقائق للعالم الإسلامي اجمع أن المسلمين الذين وقعوا فريسة للهيمنة الغربية يضبطون ساعاتهم، وتوقيتهم المعتمد لقرون خلت على خط وهمي لا صحة له ولا وجود له إلا في ذهب الاستعمار الغربي الذي فرض وقته وطريقة دوران ساعاته على العرب والمسلمين بل وعلى العالم أجمع، والنظرية الثالثة هي أن مكة المكرمة هي مركز الانجذاب المغناطيسي للأرض، والنظرية الرابعة أن محيط الكرة الكرة الأرضية هو 390 درجة وليس 360 كما هو معروف ومن هنا تصبح مكة هي مركز الأرض هذه الزيادة ناتجة عن كون الأرض عبارة عن مسطحات مستقيمة بعلم المساحة وان مركزية مكة جعلت من محيط الأرض 390 وليس 360، أما خامس هذه النظريات الجغرافية هي أن مكة المكرمة والقدس ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم تقع كلها على خط جغرافي واحد يبدأ من مكة وينتهي بالقدس الشريف والعكس صحيح، فالمسلمين في فلسطين مثلا ينظرون إلى القبلة مباشرة كأنهم أمام مرآة يخترقون بها مسجد الرسول بالمدينة المنورة حتى يصلوا بإبصارهم إلى مهوى الأفئدة في الكعبة المشرفة.
ويسعى المخترع ياسين الشوك أن يجعل ساعة مكة التي تنوي المملكة العربية السعودية أن تقيمها على أحد أبراج مكة المكرمة أن تدور عقاربها من اليسار إلى اليمين لان هذا هو الدوران الصحيح لساعة المسلمين، ويرى أن ساعة بغ بن التي يعتمدها الغرب في توقيته وتدور بأنظمته ووفقاً لمنهجية الغربية، ويتساءل الشوك:"فلماذا لا تكون (ساعة مكة) التي هي من اختراع عربي مسلم ساعة لكل المسلمين يعتمدونها توقيتاً له وفقاً لمنهجهم الذي أخطته الله لهم وأن تدور عقارب (ساعة مكة) كطواف الحجيج في مكة في زمن نحن في أمس الحاجة للوحدة لتكالب الأمم علينا كتكالب الذئاب على الشاة، فمكة قبلتنا ومولد رسولنا وموطن حجنا ومهوى أفئدتنا فلماذا لا تكون مكة توقيتنا الذي نعتمده في حياتنا ودوران عقارب ساعتها كدوران حجيجها ومعتمريها، فنحن أهل مكة وهي أحق بتوقيتنا".
وقد اخترع ياسين الشوك عدة اختراعات بالإضافة لاختراع ساعة مكة، منها: ساعة يد مضيئة للصم، ساعة يد تؤذن وقت الصلاة، ليزر طبي، بريك خاص مانع للحوادث، والكثير من الاختراعات الخاصة بمنع الحوادث والسيارات وبيعت كلها لشركات عالمية.
علماً أن جميع هذا الاختراعات سجلت عالميا، ومحمية في جميع دول العالم منذ فترات طويلة ومسجلة باسم (ياسين الشوك) في المنظمة العالمية لحماية الملكية الفكرية في جنيف، ومكتب حماية الملكية الفكرية في محكمة العدل العليا في لاهاي، ومنظمة حماية حقوق الملكية الصناعية في فرنسا، بالإضافة إلى تسجيلها في الدول العربية وخاصة في مجلس دول التعاون الخليجية.
وقد استقر المقام بياسين الشوك حاليا في دولة قطر، علما أن أصله من مدينة القدس ويحمل دبلوم عالي في الهندسة المساحية والتصويرية من جامعة جنيف، وزوجته د. رابعة حمو واصلها من مدينة يافا وتحمل شهادة الدكتوراه في نقد الأدب العربي من جامعة السوربون في فرنسا وعدة شهادات أكاديمية أخرى، وقد أعدت حمو وألفت وطبعت كتابا في قطر أسمته (ساعة مكة: ساعة المسلمين الأولى بين النظرية والتطبيق) دحضت فيه جميع النظريات الغربية واثبت أن ساعة مكة هي الساعة الأصح وقد رأى هذا الكتاب النور فقط منذ أسبوعين.
*وكالةانباء / قطر